Sunday 13 July 2014

الكُرات على أشكالها تقع




يُقال بأن الوصف بالأمثلة هي أفضل طريقة لإيصال الفكرة فأتمنى من الرياضيين ومتابعين الفعاليات الرياضية أن يقرؤوا هذا المقال لانه موجه لهم بالمُستوى الأول ، أسألكم السموحة على التقصير فالإسلوب المتبع جديد نوعاً ما وأستقبل الإنتقادات البناءة

 


نحن نعيش على كرة ضخمة يدور حولها قمَرٌ مُكور، في نطاق شمسي يحتوي كواكب مُكورة، بدأت أرى الناس خلال عُيونهم المُكورة، وأعرف ما يُخبئون وأي نوع من العُملات ذات الوجهين هُم، ولكن عنوان الكِتاب لا يَفصح دائماً بالمُحتوى.


      بدأت أرى الناس والعالم والأحداث مجموعة كبيرة من الكرات

***

أرى الكثيرين ككرة القدم ـ يُداسون تحت الأقدام يُقذف بهم من جهة لأخرى بُسرعة و يُلاحقون لأجل أن يٌركلوا، وفي النهاية يَحصلون على ركلة في المؤخرة وشبك لكي لا يهربوا بعيداً، فيفرح كثيرون بعد هذه الركلة ويغضب آخرون.

ثم يوضع لهم تمثال من الذهب يُشبههم يسمى بالكرة الذهبية، يُعطى تقديراً لأفضل شخص قام بركلهم !

# المُهانون بإرادتهم
***

بإمكانكم على الأقل أن تكونوا ككرة السلة أثناء اللعب، مرنة سريعة قوية وخفيفة دم ، تتعارك الأيادي للحصول عليها وإحتضانها وتُرفع في الأعلى لتنزل في شبك يخفف من سرعة سُقوطها.

# المحبوبين بين الناس
***

ولكن إنتبه ! أرى كُرةً حاولت أن تتشبه بكرة السلة فأصبحت كرة سوداء ثقيلة قبيحة كالكرة الحديدة التي تُربط بأرجل المساجين لكي لا يهربوا.

# ثِقال الدم 
***
تلك الجميلة ذات العيون الخضراء والجسد الناعم الأكثر جاذبية والتي إحتضنتنا سنيناً ولا أحد يحبها ، الكرة الأرضية شكراً لك ولخالقك وآسف لأنك أكرمتنا وكُنا لُؤماء

# ناكريْ الجميل - نحن
***

حاول أحدهم مُتباهياً ومُستخفاً أن يحطم كرة تنس طاولة بجبهته ، إكتشفوا أثناء نقله للمستشفى أنها كانت كُرة غولف.

# المتسرعين و الحمقى
***

الرجل كُرة صلبة، والمرأة كرة ناعمة، والسرير هو الملعب أما الهدف فقد إختفى في الظلام ، عُذراً فالمباراة غير منقولة.

# أحين هذا حرام لو عيب ؟ قصدي شرع لو عادات وتقاليد ؟
***

البعض يحاول أن يُغير من شكله الخارجي ليصبح كرة صلبة قوية ، لكنه يبقى كرة شاطئية خفيفة عليها صورة "سوبر مان" ، الموج أخذ الكرة بعيداً ، والكرة غير قادرة على السباحة.

# نفخة
***

والآن أطلب منكم أن تُصفقوا بحرارة للكرة الغبية التي تُحاول أن تغوص في الماء ولم تكتشف وجود هواء بداخلها.

# إعلم أين تضع تعبك لكي لا تُخسره
***

حذاري ! لا تكن الكرة التي توضع في المخزن بعد الإنتهاء من اللعب.

# لا تكُن كومبارس
***

البعض يُفضل أن يكون كرة لدى طفل ، لا يسمح لأحد أن يمُسها أو يأخذها ، ودائماً ما تكون معه. ولكن سُرعان ما سيجد الطفل لعبة بالكُرات في كمبيوتر أحمق ، ويترك الكرة في الفناء الخلفي حتى تموت من مرض عدم الحركة.

# وين العشرة ؟
***

كُرات صغيرة تسير سنيناً خلف كرة طاغية أكبر منهم ، حتى ثارت كرة صغيرة وقُتِلت ! وثارت أخرى وأعتِقلت ! فوُلدت روح الثورة بين البقية ليحملوا الإبر والعصي مٌتعاونين، أشعلوها وإنتهت بثقب الكرة الظالمة.

# الشعب يريد ثقب الكُرة !
***
جامعة الكرات العربية تتظاهر بأنها لم تسمع شيء وتناقش أسباب إرتفاع أسعار الخرفان في الشهر الماضي

#  الشعب يريد ثقب الكُرة ! 
***

يتكلمون عن أنفسهم حتى تظنهم كرات عظيمة وعندما تقترب تُلاحظ أنهم بالونات




#  ليش ما نكون واقعيين ، نعترف بحقيقتنا وبمشاكلنا ونحاول نغيرها ونحلها ؟! 
*****


عزيزي القارئ .. الكُرات التي قرأت عنها تواً تمثل قصصاً

 حقيقية ودروساً علينا أن نتعلم منها ، إقرأ كل مقطع وفكر ماذا

 قد يعني وإلى من ترمز الموضوع ليس نُكتة أبداً .. 




ثم عليك أنت أن تنحت كُرتك "شخصيتك"  بالطريقة التي تُريد





وشُكراً .. مع تحيات الكرة التي لم تجد لها مكاناً بين بقية

الكُرات ..





- أحمد البناء .. 14/7/2013

Friday 1 November 2013

أبناء ميري






في القرن الماضي عندما بدأت اللغة الإنجليزية تنتشر في المنطقة وبدأت الحكومات تكتب أسماء الشوارع مرة بلُغة الدولة ومرة بالإنجليزية، عَلِم الجميع بأن هذه اللغة هي مفتاح التواصل مع العالم وهي الأكثر شهرة وتداول.


 وكانت نساء الجالية الهندية في البحرين يُدَرِسن الأطفال اللغة الإنجليزية في منازلهن ولكن تخلف بعض العقول القديمة أدى لإنقسام المجتمع آنذاك لثلاث فئات غير معلن عنها؛
 

 فئة أهل العلم وهم القلة، يحبون أن يُطوروا من مستواهم ومستوى أبنائهم كونهم مؤمنين بحاجتهم للإنفتاح على العالم فيأخذون أبنائهم – رغم رفض الأبناء – لتلك الهنديات ليتعلموا منهن. 

و فئة الجهل وكل من يكره التطور فكان يمقت هذه الدراسة بل ويستهزء على كل من يدرس الإنجليزية ويسميهم " أبناء ميري" نسبة لأشهر إسم هندي للإناث "ميري".


و فئة متهربة إتخذت الظروف المعيشية أو السن أو ماشابه كأعذار قبيحة أمام التعلم.



واليوم قد سقطت ثمرة كُل شجرة وجاء موسم الحصاد وأصبحنا نرى "أبناء ميري" هم الفئة الأكثر تطوراً بيننا، وأصبحت لغتهم تُدرس ضمن كُل المناهج المدرسية ولأن المدارس الحكومية ضعيفة في تعليم هذه اللغة فقد أُنشئت مدارس خاصة غير مجانية تمتاز بتدريس المواد بالإنجليزية، ولمن أراد أن يكمل الدراسة بالجامعة لابد له أن يَدرُس المواد بالإنجليزية وأمسَت الحياة من غير الإنجليزية شيء أصعب مما كُنا نظن، فكأنما هي لغة التفاهم مع العالم، خصوصاً كوننا ننتمي لدول نامية تحتاج أن تتطور وتلحق بالدول المتقدمة ولستُ أُبَالِغ عِندما أقول إننا يجب أن نسبق الدول المتقدمة.



فالإنجليزية هي سلاح وشِفرة لأجل أن تصل لهدفك الأكبر، فلو لم تتعلم السيدة الهندية "ميري" هذه اللغة لما تمكنت من أن تُدَرِس أبناء الأجيال الماضية في البحرين وتكسب الرزق من وراء ذلك، نحن نتواصل مع الغرباء والجامعات أوالشركات في الخارج و نسحب النقود من الصراف بالإنجليزية ونستلم فاتورة الكهرُماء وهي مكتوبة بالإنجليزية ولا يُمكنني أن أنسى تلك العجوز الهَرمة التي عندما تَنازَلتُ عن مقعدي في "المترو" لتَجلس هي عليه، حادثتني بلغتها الأم ولأنها لاحظت أنني لم أفهم ما قالته حادثتني بالإنجليزية فقط لترسل تحياتها لوالدتي ثم بدأت تشكو حالها وكأنها كانت تبحث عن من تفضفض له ما في قلبها فوجدت الطريق بالإنجليزية، والأمثلة أكثر من أن تحصى !


فإن لم تمر بموقف ترى نفسك –أوتوماتيكياً- تتكلم أو تحتاج أن تتكلم فيه بالإنجليزية فإعلم بأنه قادم يوماً ما، فإما أن تحسن التصرف وتتخطى الموقف كما لو كان بلغتك الأم، أو تتلكأ في الكلام فتضع كلمة إنجليزية على كلمة أخرى وتختم حديثك بلغة الإشارة أو تصمت ولا تجد ما تقول لأنك لم تفهم ما يُقال أو لا تعرف كيف تَرُد.




المشكلة الأكبر رغم علم الجميع بأهمية هذه اللغة فإن الفئات الثلاث الغير معلن عنها لازالت مستمرة ومصطلح "أبناء ميري" لا يزال مُتداولاً لكثيرٍ من متحدثي هذه اللغة.

 فاليوم نرى البعض من أهل العلم يشتري كتاباً باللغة الإنجليزية لإبنه ليتعلم بالمنزل أو يأخذه لمعهد خاص بعد المدرسة. وبعض الأذكياء يتابعون فلماً غير مترجم أومدبلج ويحاولون إلتقاط الكلمات بأذهانهم ولو لم يفهموا نصف الفلم، ويكتبون كل كلمة جديدة بالإنجليزية ليبحثوا عن معناها لاحقاً ولا يتركونها مجهولة فهم يؤمنون بأنه من عرف لغة قوم أمن شرهم، فيحاولون أن يطوروا من مستواهم العلمي بأي طريقة كانت ويستغلون حتى وقت تسليتهم بالتعلم.





وكما يقول يوهان جوته الأديب الألماني المشهور :
(يجب أن نطور ونغيّر ونجدد دائماً من أنفسنا وإلا تحَجَّرنا )



أما أهل الجهل والذين يحطمون مستقبلهم بأيديهم ويمنعون العلم من أن يأتيهم تراهم يتهربون من حصص الإنجليزية بالمدرسة وأهاليهم رغم علمهم لايحركون ساكناً فهم يضعون الإنجليزية تحت لائحة "علمٌ لا ينفع" ويعتبرون الكلمات الإنجليزية شخابـيط أطفالٍ على الحائط فهم بطبيعتهم يكرهون التطور والمجتمع الذي يمقِت التطور مجتمعٌ كسول، مُتخلف، مُعاق فكرياً ولا يُعتبر سوى زيادة عددية على هذه الكرة الأرضية.



قيل ( العِلمُ يَبنيْ بَيْتاً لا عِمَادَ لهُ وَالجَهلُ يَهدِمُ بَيتَ العِزِ وَالشَرَفِ )




والفئة المتهربة وهي الأسوأ ؛ يتصنعون الأعذار لأجل أن لا يتعلموا، فالبعض يقول بأنه كبر على التَعلم أو إنه لا يملك الوقت الكافي لذلك، وآخرون يكتفون بلغة واحدة وكأن عقولهم لا تتقبل لغتين أو أكثر، ولازلت أتذكر قول أحد المدرسين العرب بالمدرسة أمام الفصل مازحاً "أنا لا أريد تعلًم الإنجليزية لأنها لغة الكفار" وبعد يومين رأيت أحد طلاب فصلنا يُرَدِدِها مُناقشاً بكل جدية !



تذكر دائماً بان الحواجز التي تضعها في عقلك، تضعها على مضمارك الذي تجري عليه أنت فكلما وضعت حواجزاً أكثر كلما منعت نفسك من الوصول أكثر.


 أدعو الجميع بأن يُفكر ملياً كيْفَ سَتكونُ الحَياةُ أسهَل لو تمَكن الجَميع أن يتكلم بهذه اللغة ؟ وأكثر من هذه اللغة ؟ فلنفكر لماذا نُحبط كل فِكرة جديدة تدعونا للتطور ونَصُر على جهلنا ؟! فلنفكر إلى أي مستوى سنصل له إذا ما استهزأنا بكل من يحاول أن يتطور وينفتح على العالم كما حدث ( لأبناء ميري ) ؟! وهي الحكاية التي يجب أن نأخذ العبرة منها.



أنا لا أعتب أبداً على من لا يعرف الإنجليزية لأن الموضوع أكبر بكثير، بل العتب عَلى كُل من يجذب الجهل إلى نفسه وإلى البيئة التي يعيش فيها فنحن والله لسنا بحاجة لأن نرجع للوراء أكثر، علينا أن نرحب بكل فكرة تطور من مستوانا وتوَجِهَنا تِجاه القِمة حَتى يَأتي اليَوم الذي نصل فيه لها، علينا أن نمتلك الشجاعة والهِمَة لأجل أن نُغير من أنفسنا دائماً ولا نواجه التغيير بالرفض كما نفعل الآن.




في كتابه سحر القيادة يقول الدكتور المرحوم إبراهيم الفقي :
( التغيير أمر لا يميل له الكثير من بني البشر، يرهبه معظم الناس، ولا يقوم به إلا فئة قليلة من أصحاب الشجاعة والقوة )




فلنَكن نحن من ضمن هذه الفئة الشجاعة القليلة.

والله ولي التوفيق ،، 




بقلم / أحـمـد الـبـنـاء
20 / 10 / 2013

Tuesday 1 October 2013

الراحلون، نحن الراحلون





سألني أحدهم ذات يوم .. ماهو الرحيل ؟   فأجبت :


الرحيل، أن تنتظر لما بعد منتصف الليل لتتمشى في منزلك وحدك من غرفة لأخرى، تقوم من هذه الأريكة لتجلس على التي بجانبها بلا سبب ، تلامس الجدران وأنت تمشي ثم تنفض ماتجمع من الغبار على إصبعك وكأنك تودع حتى الجماد.

الرحيل ، أن تلبس "ملابس الرحيل" الجديدة ضاحكاً وتعرِض بها مُستأنساً، ثم تضعها بداخل "حقيبة الرحيل" بحال مختلف تماماً.

الرحيل ، أن تصبح ( أنت خارج غرفتك ) ، إنسان آخر عن ( أنت بداخل غرفتك )

الرحيل ، تزور أخوتك في غرفهم تمازح هذا وتقفز على سرير ذاك ضاحكاً تضايقهم لتظهر لهم عدم إكتراثك بأنك بعد أيام " راحل ".

الرحيل ، شعور مؤقت صعب.

الرحيل ، تخبر الآخرين عنه بشوق حماس وكأنك تريده أن يكون اليوم قبل الغد، والطفل الذي بداخلك لايكف عن البكاء ولكن و –على غير العادة- لا يجد من يلتفت له ويربت على ظهره !

بصراحة، إن الرحيل عن الأخ والأخت، العم والعمة، الخال والخالة، الأنساب والأصدقاء من كل مكان، ولربما حتى الأب، صعب جداً ولكن يهون بالنسبة للكثيرين.


وتبقى تلك التي كلما تذكرتها ورغم "قساوة قلبي الطيب" إلا أن نبضاته تتقافز بشكل غريب وتأتي تلك الرعشة في آخر رقبتي وشيء أشبه بأحدهم يحاول أن يخنقني من الداخل وفوق حنجرتي شي ما يريد أن يثبت وجوده ، أما الصداع فقط أصبح صديقاُ "لايرحل" .

الرحيل ، الكلمة بحد ذاتها توجع ، لا أعلم كيف سأعبر أمواجه ولكني متأكد بأني سأفعل بإبتسامة :)



# بعثرة حروف

حُررت في اليوم الموعود للجِهاد في برلين الحُرة،
أحمد البناء ،
02/10/13